| saleh | التاريخ: الجمعة, 2011-11-18, 11:59 PM | رسالة # 1 |
|
عضو جديد
مجموعة: المشرفين
رسائل: 12
حالة: Offline
| تكريم الإنسان
قال القرطبي ماخلاصته : تكريم الانسان هو ما جعله الله له من الشرف والفضل وهذا هو كرم نفي النقصان لا كرم المال .
وقال القرطبي : تكريم الانسان (بني آدم ) هو تسليط الله عزوجل ايّاهم على غيرهم من الخلق ، وتسخيره سائر الخلق لهم .
وقال ابن كثير : تكريم الله للانسان يتجلّى في خلقه له على أحسن الهيئات وأكملها وفي أن جعل له سمعا وبصرا وفؤادا ، يفقه بذلك كله وينتفع به ويفرّق بين الأشياء ويعرف منافعها وخواصّها ومضارها في الأمور الدينية والدنيويّة .
أنواع التكريم :
للتكريم أنواع عديدة يمكن ان نلخصها في أمور ثلاثة هي : تكريم الله للانسان ، وتكريم الانسان لنفسه ، وتكريم الانسان لأخيه الانسان .
أولا : تكريم الله للانسان :
لتكريم الله للانسان صور عديدة لا يمكن احصاؤها ..نذكر منها ما يلي :
1- اختص الله الانسان بأن خلقه بيديه " اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين . فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين . فسجد الملائكة كلهم أجمعون. الا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين " (ص\71-74) . وهذا يدلّ على علو مكانة الروح التي حلّت في الانسان وأنّ لها منزلة سامية ، وكرّمه بذلك الاستقبال الفخم الذي استقبله به الوجود ، وبذلك الموكب الذي تسجد فيه الملائكة ويعلن فيه الخالق جلّ شأنه تكريم هذا الانسان ، بقوله عزّ من قائل : " ثمّ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين " ( الأعراف\11) .
2- الصورة الحسنة ، مصداق ذلك قوله تعالى " وصوّركم فأحسن صوركم " ( التغابن \3) . والقامة المعتدلة ، كما قال عزّ وجلّ : " لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم " (التين \4) . والأكل باليدين والعمل بهما ، وذلك لا يستطيعه غالب الحيوان .
3- تكريم الله للانسان بهدايته هداية عامة بما جعل فيه بالفطرة ، من المعرفة و أسباب العلم ..ففي كل أحد ما يقتضي معرفته بالحق ومحبّته له ، وقد هداه ربه الى أنواع من العلم يمكنه ان يتوصل بها الى سعادة الدنيا والآخرة ، وجعل في فطرته محبّة لذلك ، مصداق ذلك قوله تعالى : " خلق الانسان علّمه البيان " ( الرحمن\3) وقوله تعالى : " وهدينه النجدين " ( البلد\10 ) والنجدان هما الخير والشر
4- منحه العقل والنطق والتمييز ( لأن الانسان يمكنه أن يعرّف غيره كل ما عرفه ) بخلاف سائر الحيوان ، كما قال عزّ وجل : " الرحمن . علّم القرآن . خلق الانسان . علّمه البيان " ( الرحمن \1-4) . وبهذا تمكّن الانسان من معرفة الخط ( الكتابة ) اذ به يقدر الانسان على ايداع العلوم التي استنبطها هو أو غيره الدفاتر فتبقى على وجه الأرض مصونة من الاندراس ، محفوظة عن الانطماس ، مصداق ذلك قوله تعالى : " اقرأ وربك الأكرم . الذي علّم بالقلم " ( العلق\ 3 ) . وبذلك كرّم الله الانسان بهذه الفطرة التي تجمع بين الطين والنفخة . وكرّمه بالاستعدادات التي أودعها فطرته فاستأهل بها الخلافة في الأرض .
5- تكريم الله للانسان بتسخير ما في السماء والأرض : بعد أن خلق الله الانسان أكرمه بالنعم العظيمة التي لاتعد ولا تحصى لقوله تعالى : " وان تعدّوا نعمة الله لاتحصوها " ( ابراهيم \34) ، ومن هذه النعم تسخير مافي السماء والأرض ليرزقه بها ، قال تعالى : " الذي جعل لكم الأرض فراشا . والسماء بناءا . وأنزل من السماء ماءا فأخرج به من الثمرات رزقا لكم " ( البقرة \22) .
لقد سخّر الله عز وجل للانسان - تكريما له - ملكوت السماوات بما تشتمل عليه من نجوم وشموس وأقمار وجعل في نظامها البديع ما ينفع الانسان من تعاقب الليل والنهار واختلاف في الفصول ودرجات الحرارة ونحو ذلك ، قال تعالى : " وسخّر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخّرات بأمره انّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون " ( النحل\ 12) ، وقال تعالى : " وسخّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه انّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون " ( الجاثية \13) . والمراد بهذا التسخير هو تمكين الله - عز وجل - الانسان من أن يستخدم ما خلقه الله في تطبيقات عملية نافعة له في مجالات حياته المختلفة دون ثمن يدفعه مقابل ذلك ن مثل استخدامه لضياء الشمس ودفئها ، ومعرفته السنين والحساب بدوران هذه الأفلاك حول نفسها من ناحية وحول بعضها من ناحية أخرى ، قال تعالى : " هو الذي جعل الشمس ضياءا والقمر نورا وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب " ( يونس\ 5) . ومواقع النجوم هي وسيلة الانسان التي يهتدي بها الى الاتجاهات المختلفة لقوله تعالى : " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " ( النحل \ 16 ) . هذه كلها نعم في السماء خلقها الله وسخّرها للانسان تكريما له .
|
| |
| |
